عيش اللحظة

هل فكرت يوماً أن تعيش اللحظة التي أنت موجود فيها فعلاً؟ كأن تكون تقرأ كتاب بدون أن تفكر في أي شيء في هذه الحياة، أو أن تمارس رياضتك اليومية و أنت مركز فقط في العمل الذي تقوم به، أو أن تكلم صديقك القديم الذي لم تقابله من مدة طويلة بدون أن تتفقد هاتفك المحمول في كل ثانيه يأتيك بها تنبيه من أحد التطبيقات !

الكلمات سهلة لكن أحياناً قد يكون تطبيقها جداً صعب على الأشخاص الذين تعودوا دائماً أن يكونوا مشغولين الذهن ويفكرون في كل ماهو منسي أو في أمور قد لاتحدث من الأساس.

 أحياناً أحسد من يستطيع فعلها ويعيش اللحظة التي هو بها فعلاً ، بحلوها ومرها ويجعل عقله موجود فيها بدون أن يسرح لعالم آخر. لهذا فأنا أحاول أن أعيش لحظاتي بأن أكون موجودة فيها ذهنياً وليس فقط جسدياً بتجربة أطبقها لربما أتحدث عنها لاحقاً لأنني قصرت في هذا الجانب من حياتي كثيراً.
  

أوصي نفسي دائماً وأوصيك أن تعيش أيامك ولحظاتك الجميلة. أستمتع بفنجان القهوة الذي تشربه، أنصت بإنتباة لحديث شخص تحبه، أرقص على نغمات موسيقاك المفضلة، اقرأ الكتب التي تحبها لتبحر فيها، أستلقي على الأرض وحدق في السماء الصافية وأستمتع بالأمطار هذه الأيام و أفرح بسقوط قطرات المطر عليك... الحياة في النهاية ماهي إلا لحظات جميلة نعيشها اليوم لنتذكرها فيما بعد بذكرى حلوة نسترجعها عندما نحتاج لها.

يقول إيكارت تولي في كتابة قوة اللحظة :

" أولئك الذين لم يجدوا غناهم الداخلي هم كالمتسولين، يبحثون في الخارج عن خردة من المتع المؤقتة، عن إطراء، عن أمان خارجي، عن حب من الآخرين، بينما هم يملكون كنز في الداخل يحوي كل ذلك وأكثر بكثير"

 بالمناسبة، فيما كنت تفكر و أنت تقرأ هذه التدوينة :)